جديد المشاركات |
الصفحه |
الرئيسية | العامه | الدينية | الثقافية | العلمية | الاقتصادية | التاريخية | ارسل موضوع | اتصل بنا |
مقارنة بين نمط الإدارة الناجحة والمتخلفة بقلم غسان لخشع
في اي بلد تعتمد فيه الإدارة على الشفافية في الإجراءات ، والأنظمة ، تصبح الثقة هي اساس العمل ، وتختفي التعقيدات الروتينية و يصبح من معالم ذلك النظام الإداري الصفات الآتية
1- الاعتماد على السكرتارية أو المساعديين في تصريف كثير من الأمور الروتينية اليومية ، وبذلك يتاح للمدير التفرغ وتخصيص الجزء الأكبر من وقته للتخطيط والتفكير ، وعقد الاجتماعات ، وتحقيق نجاحات لإدارته 2- تختفي المركزية في اصدار واتخاذ القرارات ، وتقل المسافة بين الرؤساء والمرؤوسين ، وتتوزع الصلاحيات والاختصاصات ، ويحس كل عضو في المؤسسة بأنه يسهم في الادارة ، وفي اتخاذ القرارات، ممايدفعه إلى مزيد من الإخلاص والتفاني في العمل ، والولاء له، و خدمة أهداف تلك المؤسسة. 3- تسود الشفافية في جميع إجراءات العمل ، ويسود النظام في جميع نواحي العمل اليومي، وتسير الأمور وكأنها تسير نفسها، فتقل الأسئلة والاستفسارات عن صغاير الامورفي العمل ، لأن كل موظف في المؤسسةماله وماعليه بوضوح شديد. 4- في هذا النوع من الادارة تكون الأنظمة والقوانين واضحة وغير قديمة ولا مجال فيها لتأويل والتفسير ولا يوجد اي استثناءات من تلك الأنظمة أو تحايل عليها، أو تفسيرها لخدمة المصالح الخاصة. 5- تكون الحركة دائبة في مجال العمل مثلاً لقاءات ثنائية وجماعية وانتقال بين المكاتب لنقل الإجراءات أو تبليغها بطريقة مباشرة. 6- يختفي التصنع في المظاهر والشخصيات والمواقف، وتظهر كل الأمور على حقيقتها بكل وضوح ، ويذهب الرئيس إلى مرؤوسه، ويجلس بالقرب منه ويتحاوره معه ولا يتردد في نقل أوراق العمل بين الإدارات اوالمكاتب ، ولا ينزعج من عمل القهوة لنفسه ولضيوفه. 7- يقل الاعتماد على التوجية في تنفيذ الاجراؤات باستخدام الورق حيث تبلغ كثير بطريقة مباشرة عبر الهاتف اوشفوياً و اعتماداً على الثقة ، ويتم استخدام النماذج المعدة والمطبوعة سلفاً لكثير من الإجراءات ممايسهم في جعل الأمور واضحة وغير خاضعة للاجتهاد. وهكذا نجد أن كل الأمور في مثل هذه الإدارة صحية ومهيأة لتسييرالعمل لمصلحة المؤسسة وتعمل على تركيز جهود العاملين في اتجاه تحقيق أهدافها.
وماذا عن الادارة المتخلفه إذا ركزنا على احد المديرين في إحدى الادارات المتخلفه و راقبناه وهو يؤدي عمله، بدءاً من بداية الدوام حتى نهاية اليوم ، لبرزت لنا أمور كثيرة، تبين الفارق بين الأسلوب الإداري في تلك الادارة والاداراة المتقدمة. إذ يتضح من صفات الإدارة المتخلفه الاتي
1- ظهور المدير بصورة غير الصورة الحقيقية لشخصيته، فيتظاهر بالتعالي والكبرياء والغطرسة على جميع الموظفيين ويتظاهر بفهم الأمور بطريقة أفضل منهم ، ويستمتع بإصدار الأوامر والتوجيهات ، ولا يتردد في توبيخ الموظفيين ولومهم، ولو كان ذلك امام زملائهم. 2- كما يدخل في نطاق ذلك الاهتمام بالمظاهر والأثاث في المكتب، إذ غالباً ما يلجأ المدير، أو المسئول إلى تغيير نوعية الأثاث بين فترة وأخرى، ويتدخل في اختيار الألوان وقطع الأثاث وذلك لإخفاء بعض جوانب الضعف في شخصيته الإدارية. 3- إكثار المدير من الاجتماعات لإخفاء عجزه عن حل مشكلات العمل ، ويحاول الإيحاء بأنه مدير يؤمن بالمشاركة في اتخاذ قرارات وهو في واقع الأمر يريد استعراض مهاراته الكلامية والاستمتاع في رواية الجميع يستمعون ويصغون إليه ويجعلهم بذلك يخفون عنه أكثر مما يظهرون له، لأنه بأسلوبه يوحي لهم بالرضا عمن يويده على ما يقول فتكون ردت فعل المخلصين منهم الصمت، وعدم البوح بآرائهم خوفاً من إغضاب المدير، فينعكس هذا سلباً على فاعلية الإدارة ونتائج عملها. تكون الأنظمة والإجراءات عادة غير واضحة فتكثر الاستفسارات وتتباين ويكثر التأويل ويختلف التطبيق في كل مرة ، وعادة ماتطوع الأنظمة والإجراءات وتفسرلمصلحة ما ينسجم مع ما يريده المدير، وكثيراً ما يصاب العاملون في مثل هذه الإدارة بنوع من الإحباط ولا يستطيعون التعبير خوفاً من فقدان وظائفهم، أو وصفهم بمثيري المشاكل في المؤسسة ، كما أنهم لا يحسون برابطة الانتماء للمؤسسة.. 5- يغرق المدير في العمل الورقي لأن كل التوجيهات لابد أن تصدر منه ، ولابد أن يوضح كل الإجراءات والخطوات التي ينبغي تنفيذها، ويتخوف الموظفون عادة من اتخاذ أي إجراء دون توقيع المدير لكي يسلموا من اللوم وربما العقاب، ويجد المدير نفسه غارقاً بين أكوام من الورق والتقارير والمذكرات، ومشغولاً عن التخطيط، والتفكير في التطوير. 6- غالباً ما يقرب المدير حوله ضعاف الشخصية، ومحدودي القدرات من مساعدين ومستشارين، لأنه يجد أن ذلك أسهل لتقبل توجيهاته ، وتنفيذها دون إبداء رأي أو معارضة، وتظهرهذه الظاهرة أكثر في محيط إدارته ومن حوله، لأنه يعرف أن تقريب الأذكياء حوله يجعلهم يبرزون أكثر منه في محيط المؤسسة وربما خارجها ، وهذا يجعله يتخوف من أن يستحوذوا على اهتمام الرأي، والمتعاملين مع المؤسسة ، فاهو يفضل أن يبقى هو في الصورة دائماً ، وأن يكون من حوله تابعين له ، دون معارضة أو إبداء رأي يختلف مع ما يراه هو. 7- تتصف القرارات في هذة المؤسسة بالتخبط والفردية والتعارض وغالباً ما تتخذ القرارات بسرعة وبدون تروي، ويفاجأ الموظفون بالقرارات تصدر مباشرة من مكتب المدير، دون تنسيق مسبق وفي بعض الأحيان لا يجد المدير في نفسه الشجاعة لإعلام العاملين بهذه القرارات، ذات التأثير المباشر عليهم، مكتفياً بتوقيعها وترك تبليغها لمدير مكتبه، دون أن يقبل المناقشة فيها بعد إصدارها ومعرفة ردود الفعل. 8- غالباً ماينظر المدير في هذه الإدارة إلى العالمين نظرة دونية يشوبها الكثير من التعالي والكبرياء وربما الغرور، ويظهر احساساً أحياناً أنهم وجدوا لخدمته وتأييده وتهيئة المناخ له للعمل دون مشاكل معطياً لنفسه الحق في محاسبتهم على التقصير والغياب والتأخر عن العمل متناسياً نفسه وغائباً عنه أنه هو القائد. 10- يعمل المدير على توظيف أقاربه والمحسوبين عليه في وظائف قريبة منه ، لكي يستمد منهم قوته ونفوذه ويسخرهم لتنفيذ ما يصدره من أوامر وقرارات ، وتبني السياسات التي يؤمن بها ، وشيئاً يصبح لديه نوع من الإحساس بالعظمة ، وأنه أصبح مطاعاً في كل شيء ، فيسارع أصحاب المصالح إلى التقرب منه.
المصدر كتاب "جوهر الإدارة" للأستاذ محمد الشريف
|